حكم صلاة العيدين في المذاهب الأربعة

حكم صلاة العيدين في المذاهب الأربعة

حكم صلاة العيدين في المذاهب الأربعة ، تُعتبر صلاة العيد بأنها أحد شعائر الإسلام العظيمة، فقد اتفق الفقهاء بأن صلاة العيد ركعتين، ولكن هناك اختلاف بين هذه المذاهب فيما يخص حكم صلاة العيد بين الرجال والنساء، فهي بحق الرجال فرض كفاية، أي إذا أداها من يكفي سقط الإثم عن الباقيين، إما المرأة فصلاة العيد بالنسبة لها مسنونة، فشرع جل علاه عيد الفطر بعد صيام رمضان المُبارك، وعيد الأضحى المُبارك أو ما يسمى بالعيد الكبير بعد التسع من ذي الحجّة، وبعد وقوف الحجاج في عرفة. لذا يرغب الكثير من المسلمين معرفة ما هو حكم صلاة العيدين في المذاهب الأربعة، ومن خلال هذا المقال عبر موقع علمك سوف نوضح لكم بيان حكم صلاة العيد على المذاهب الأربعة، كما بيّن ذلك كبار أهل العلم والفقهاء.

ما هي صلاة العيد

إن صلاة العيد هي الصلاة التي يتم تأديتها في عيد الفطر أو عيد الأضحى، كما أنّ عدد ركعاتها ركعتين فقط، يعتبر العيد بأنه يساهم في إظهار التكافل الاجتماعيّ بين المسلمين، والوحدة فيما بينهم، فهو يوم فرحٍ وسرور وتجمُّل، حيث يحرص المسلمون فيه على إطعام الفقراء، وسَدّ حاجاتهم، فلا يشعرون بالنقص، كما أنّ العيد يحرص على صِلة الرَّحِم، والأصدقاء، فتتصافى النفوس المُتشاحنة، وتثبت على طاعة الله -تعالى-، والسَّعي في سبيل نَيْل رضاه ومَحبّته؛ فكما أنّ العبد استقبل العيد بالطاعة، فإنّه يجدر به العَزم وعَقْد الإرادة على الثبات والاستمرار عليها.

حكم صلاة العيدين في المذاهب الأربعة

فيما يأتي سنذكرُ بياناً تفصيليّ على حكم صلاة العيدين في المذاهب الأربعة:

  • الحنفية: ذهب أنصار هذا المذهب أن صلاة العيدين سنة واجبة، وكان دليلهم على ذلك حفاظ الرسول صلى الله عليه وسلم على تأديتها، وحثّه للمسلمين رجالاً ونساءً في أدائها، لكنّهم لم يوجبوا خطبتها.
  • الشافعية: ذهب دعاة هذا المذهب أن صلاة العيدين هي سنة مؤكدة، نحوها نحو صلاة الجمعة، وهي واجبة على كل فرد مسلم ومسلمة صغار وكبار حرين وبالغين مقيمين أو مسافرين، وتقام هذه الصلاة في البلد الذي تقام فيه الجمعة، وهي مشرعة للفرد والجماعة.
  • المالكية: ذهب علماء الطائفة المالكية أن صلاة العيدين سنة مؤكدة، كما وافقوا على قول الشافعية أن صلاة العيد تجب على من تجب عليه صلاة الجمعة، وقد خالفوهم في أن هذه الصلاة لا تجب على المسافر والصبي والمرأة، واعتبروها واجبة أيضًا.
  • الحنابلة: ذهب دعاة هذا المذهب أن صلاة العيدين هي فرض كفاية وليست فرض عين، وقالوا أن أقل عدد لاكتمال نصابها هو أربعين شخصاً، وعندما يتم أدائها من قبل جماعة من المصلين سقطت عمّا تبقى.

هل يجوز قضاء صلاة العيد لمن فاته وقتها؟

نعم يجوز؛ حيث من المستحب لمن فاتته صلاة العيد أن يقوم بقضائها متى شاء، فقد اختلف الفقهاء في كيفية قضائها حيث قيل بأنها تقضى أربعًا بسلام واحد أو بسلامين، أما الرأي الراجح الذي ذهب إليه جمهور الفقهاء هو أنّ صلاة العيد تُقضى على صفتها، حيث تصلى ركعتين سبع تكبيرات في الركعة الأولى وخمس تكبيرات في الركعة الثانية، ولمن فاتته صلاة العيد مع الإمام عليه أن يقضيها كما هي بحيث يصلي ركعتين ويكبر التكبيرات الزوائد، بالإضافة إلى أنه يصلي بدون خطبة لأن الخطبة مشروعة في الجماعة.

شاهد ايضاً: متى تبدأ ايام التشريق ومتى تنتهي

آداب العيد وسننه

قبل اختتام مقال حكم صلاة العيدين في المذاهب الاربعه من المهم للمسلم معرفة آداب العيد وسننه، والتي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي كما يأتي:

  • أداء صلاة العيد قبل خطبة العيد: وذلك واردٌ في الكثير من الروايات الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله.
  • يستحب للإمام تخيير الناس في الجلوس للخطبة أو الانصراف: فالنبي صلى الله عليه وسلم قد خير الصحابة.
  • الأكل والشرب يوم العيد: فلا يصحّ ولا يجوز الصوم فيه مطلقًا.
  • الاغتسال والطيب يوم العيد: وقد أجمع العلماء على استحباب ذلك.
  • الأكل قبل الخروج في الفطر وبعد الصلاة في الأضحى: فمن الآداب ألا يخرج في عيد الفطر إلى الصلاة حتى يأكل، وفي الأضحى ينتظر حتى يضحي ويأكل من أضحيته.
  • التكبير يوم العيد: وهو من أعظم السنن والمستحب في كل أوقات العيد.
  • التجمل للعيدين: فينبغي للرجل أن يلبس أجمل ما عنده من الثياب، أما النساء فيبتعدن عن الزينة.
  • الذهاب لصلاة العيد من طريق والعودة من طريق آخر: وذلك ليشهد له الطريقان يوم القيامة، وقيل لإظهار شعائر الإسلام في الطريقين.

شاهد ايضاً: كيفية طلاق زواج المسيار

شروط وجوب صلاة العيد في المذاهب الاربعة

تعتبر صلاة العيد بأنها من شرائع الله -تعالى- الظاهرة، حيث أن هنالك شروط لوجوبها وفيما يلي سيتم بيان شروط وجوبها بما ذهبوا إليه المذاهب الأربعة وهي كالآتي:

  • الشافعية: اعتبار صلاة العيد سنّة مؤكّدة على كل بالغ عاقل سواء كان ذكرًا وأنثى،أو مُقيماً ومسافرًا، أو حُرًّا وعبدًا.
  • الحنفية: فقد اشترط الحنفية لوجوبها ما يشترط لوجوب صلاة الجمعة، وهي تتمثل بالإمام، والبلد الذي تُقام فيه الجماعة، والذُّكورة، والحُرية، وحلول الوقت المُعين لها، والإقامة، وسلامة البَدَن.
  • المالكية: حيث ذهبوا إلى كونها سنّة مؤكّدة، ولتأكيد سنيّتها اشترطوا ما يُشترط لوجوب صلاة الجمعة، بالإضافة إلى عدم تلبّس المسلم بأداء فريضة الحجّ.
  • الحنابلة: فقد ذهبوا بأنها فرض كفاية، واشترطوا لفرضيتها الاستيطان في البلد، والعدد الذي تجب به صلاة الجمعة.

وبهذا القدر من المعلومات نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا هذا بعد أن تحدثنا عن حكم صلاة العيدين في المذاهب الأربعة، وعرفنا هل يجوز قضاء صلاة العيد الأضحى او عيد الفطر المبارك لمن فاته وقتها ام لا، والتطرق لمكانها ووقتها، كما تم بيان سنن صلاة العيد وشروط ووجوبها.