حكم قراءة الفاتحة في الصلاة في المذاهب الأربعة

حكم قراءة الفاتحة في الصلاة في المذاهب الأربعة

حكم قراءة الفاتحة في الصلاة في المذاهب الأربعة من الأحكام الشرعية الهامة للمسلمين، فالمسلم يقرأ سورة الفاتحة في يومه سبعة عشرة مرة على الأقل في صلاة النافلة والفرض، فيجب على المسلم أن يصلي في اليوم والليلة خمس صلوات، وفي هذا المقال سنوضح ما هو حكم قراءة الفاتحة في الصلاة عند المذاهب الأربعة وهم الحنفية، المالكية، الشافعية، الحنبلية، كما سنبين المقدار المطلوب قراءته من القرآن بعد سورة الفاتحة، ويمكنك عزيز الزائر التعرف على هل البسملة آية من الفاتحة عبر موقع علمك سيمكنك من معرفة الأحكام والمعلومات الشرعية عند الائمة التي تنفع المسلمين

تعريف سورة الفاتحة

فيما يلي سنعرض نبذة مختصرة عن سورة الفاتحة:

  • هي أول سورة في القرآن الكريم، تليها سورة البقرة.
  • عدد كلماتها 29 كلمة، أما عدد حروفها 139حرف.
  • هي سورة مكية وعدد آياتها سيع آيات، وقد نزلت بعد سورة المدثر.
  • اشتملت السورة على جميع مقاصد القرآن الكريم، فاشتملت على أصول الدين وفروعه، وتناولت العقيدة، والعبادة، والتشريع.
  • اشتملت على أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
  • لها العديد من الأسماء المباركة، حتى أن الأمام جلال الدين السيوطي قد ذكر لها خمس وعشرون اسمًا، والامام القرطبي ذكر لها اثنا عشر اسما، ومن اسمائها: الحمد، الصلاة، أم الكتاب، السبع المثاني.

حكم قراءة الفاتحة في الصلاة في المذاهب الأربعة

اختلف المذاهب الأربعة في حكم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة للمفرد والإمام على قولان، وهما فيما يلي:

  • القول الأول: إنَّ قراءة سورة الفاتحة تعدُّ ركنًا من أركان الصلاة، وهذا مذهب فقهاء المالكية والشافعية والحنابلة، ودليلهم في ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ”، وفيما يأتي بيان ما يلزم المصلي من ترك قراءة الفاتحة عندهم:
  1. إذا ترك المصلي قراءة الفاتحة عمدًا بطلت صلاته في الحال
  2. إذا ترك المصلي قراءة الفاتحة سهوًا وذكرها أثناء صلاته وجب عليه الإتيان به والإتيان بما بعده من الأركان إلى نهاية الصلاة، ويلزمه كذلم سجود السهو.
  3. إذا ترك المصلي قراءة الفاتحة سهوًا وذكرها بعد انتهائه من الصلاة بمدة زمنية طويلة بطلت صلاته.
  4. إذا ترك المصلي قراءة الفاتحة سهوًا وذكرها بعد انتهائه من الصلاة بمدة زمنية قصيرة يلزمه الإتيان بركعة تامة، ثمَّ يسحد سجود السهو.
  • القول الثاني: إنَّ قراءة سورة الفاتحة تعدُّ واجبًا من واجبات الصلاة، وهذا الحكم عند الحنفية ودليله في ذلك قوله تعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ}، وفيما يأتي بيان ما يلزم المصلي من ترك قراءة سورة الفاتحة عندهم:
  1. إذا ترك المصلي قراءة الفاتحة عمدًا بطلت صلاته.
  2. إذا ترك المصلي قراءة الفاتحة سهوًا يلزمه الرجوع والإتيان بها مالم يفارق محلها ولم يصل إلى الركن الذي يليها كما يلزمه سجود السهو، لكن إذا فارق محلها ووصل إلى الركن الذي يليها فيلزمه سجود السهو ولا يلزمه الرجوع إلى محلها والإتيان بها.

شاهد ايضاً: حكم صلاة العيدين في المذاهب الأربعة

المقدار المطلوب قراءته من القرآن بعد الفاتحة

على المسلم أن يقرأ ما تيسر من القرآن بعد الفاتحة وهذا المقدار الذي يشرع قراءته اختلف فيه الفقهاء كما يلي:

  • الحنفية: قالوا بأن على المسلم أن يقرأ بعد الفاتحة ما مقداره: سورة أو ثلاث آيات قصار أو آية طويلة.
  •  الشافعية والمالكية: اتفقوا على أنه يجزأ عن المسلم قراءة سورة صغيرة أو آية أو بعض آية فمتى أتى بهذا بعد الفاتحة فقد حصل أصل السنة.
  • الحنابلة: قالوا أن المقدار الذي يجزأ قراءته على المسلم هو : قراءة آية لها معنى مستقل غير مرتبط بما قبله ولا بعده، فلا يجزأ أن يقول المصلي: ” مدهامتان ” أو ” ثم نظر ” أو نحو ذلك.

شاهد ايضاً: هل يجوز صيام ايام التشريق لغير الحاج

فضائل سورة الفاتحة

إن لسورة الفاتحة فضائل عظيمة، وفيما يلي أبرز تلك الفضائل:

  • أنها أعظم سورة في كتاب الله عز وجل، وذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي سعيد بن المعلى: “لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن، فقال عليه السلام: الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته”.
  • أنه لم ينزل مثلها في جميع الكتب السماوية السابقة، فقد قال -عليه السلام-: “والذي نفْسي بيَدِه، ما أُنزِلَ في التوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الزَّبورِ، ولا في الفُرقانِ مِثلُها”.
  • أنه بجانب أنها شفاء للقلوب، فهي شفاء للأبدان، ومما يدل على ذلك الأحاديث التي وردت في السنة المطهرة، ومنها إقرار الرسول -صلى الله عليه وسلم- لجماعةٍ من الصحابة الرقية بالفاتحة، فقد قرأها الصحابة على اللديغ لما مروا عليه في بعض أحياء العرب، فشفاه الله تعالى.

ما حكم قراءة الفاتحة في الصلاة لمن لا يتقنها

كتاب التجويد  للعاجز عن قراءةِ سورة الفاتحةِ في الصلاة عن ظهرِ غيب، له أن يقرأها من المصحف، مع ضرورة التنبيه إلى وجوب محاولة التعلم، فإن عجز عن ذلك أيضًا، فقد جعلت الشريعة الإسلامية له مخرجًا، وفيما يأتي بيان ما يفعله:

  • أن يصلي جماعة خلف غيره، وحينئذ لا يضره عدم قراءة الفاتحة أو غيرها عند كثير من العلماء سواء أكانت الصلاة جهرية أو سرية.
  • أن يقول بدلاً عن الفاتحة: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ودليل ذلك ما رُوي عن عبدالله بن أبي أوفى حيث قال: “جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: إنِّي لا أستَطيعُ أن آخذَ منَ القرآنِ شيئًا فعلِّمني ما يُجزئُني منهُ، قالَ: قُل: سُبحانَ اللَّهِ، والحمدُ للَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبرُ، ولا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ العليِّ العظيمِ”.
  • فإن لم يحسن إلا بعض ذلك كرره بقدر الفاتحة.
  • فإن لم يحسن شيئاً من الذكر وقف بقدر قراءة الفاتحة ثم يتم صلاته.

وفي ختام المقال الذي تعرفنا من خلاله على حكم قراءة الفاتحة في الصلاة في المذاهب الاربعة، كما بينا حكم قراءة سورة الفاتحة سواء في الصلاة الجهرية والسرية على الائمة الاربعه وعرضنا نبذة مختصرة عن أعظم سورة في كتاب الله العزيز القرآن الكريم. مادة التجويد